الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلالتصنيفات الرئيسيةملفات خاصة الصوتياتالمكتبة المقرؤةالإرهابالإرجاءراسلنادخول

التكفير بين أهل السُّنة وسيد قطب

التصوف من صور الجاهلية

!! التفسير السياسي للإسلام

وانتصرت الخُمينية على لبنان
قذائف الحق
فلمَّا أدركه الغرق

التحذير من كتب أهل البدع
غلاة التكفير ودعاة التفجير
العمل الجماعي التنظيمي
ضوابط في الرمي بالبدعة
هل هذا من السلفية؟!
سؤالات إلى جماعة الإخوان المسلمين
اتقوا الله في مصر
خارجون وخوارج
الأصول اليهودية في العقيدة الرافضية
فتنة التكفير والتفجير
حصوننا مهددة من داخلها
اتقوا حرمة المسلمين
دعاة على أبواب جهنم
نظرات في منهج جماعة الإخوان المسلمين
شعار الفاتيكان .. النجاسة من الإيمان !!

هكذا ضيّعوا الأوطان

حكم الرد على المخالف
موطن النزاع في حرب لبنان
حكم الرد على أهل البدع
الرد على من قال بالجهر بالدعاء للميت عند القبر
حقيقة البهـائيـة
نقض الإرجاء
خطبة عيد الأضحى لعام 1430هـ .. دعوها فإنها مُنْتِنَة

إخترنا لكم

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

التحذير من الإرهاب وأهله
حقيقة أسامة بن لادن
السلفية والفرق المعاصرة
ملف خاص بسيد قطب
أحكام القضايا المعاصرة
كشف حال على الجفري
مواقع صديقة

  منهج السلف في النقد والتحذير
 
 رسالة أسد السنة إلى أسد بن الفرات
الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

 

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في "مفيد المستفيد ":

قال الإمام الحافظ محمد بن وضاح: أخبرني غير واحد أنَّ أسد بن موسى [الملقب بأسد السنة] كتب إلى أسد بن الفرات:

"اعلم يا أخي أنَّ ما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس([1])، وحسن حالك مما أظهرت من السُّنَّة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وَطَعْنك عليهم، فَقَمَعَهُم الله بِكَ، وشَدَّ بك ظهر أهل السُّنَّة، وَقَوَّاك عليهم بإظهار عَيْبِهِم والطعن عليهم، فَأذَلَّهُم الله بيدك، وصاروا ببدعتهم مُسْتَتِرين، فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعْتَد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله تعالى ، وإحياء سُنَّة رسُول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ أَحَيا شَيْئًا مِنْ سُنَّتِي كُنْت أنَا وَهُو فيِ الْجَنَّة كَهَاتَيْن - وضم بين أصبعيه - وقال :أَيُّمَا دَاع دَعَا إِلَى هُدَى فَاتُّبِعَ عَلَيه،كَانَ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ اتَّبَعَهُ إِلَى يَوم الْقِيَامَة)).

 

فمتى يدرك أجر هذا بشيء من عمله؟ وذكر أيضاً أنَّ لله عند كُلِّ بدعة كِيدَ بِهَا الإسلام وليًّا لله يَذُبُّ عنها، وينطق بِعَلامَاتِهَا، فَاغْتَنِمْ يا أخي هذا الفضل، وكُنْ من أهله، فإنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه : ((لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ كَذَا وكَذاَ)) وأعظم القول فيه، فاغتنم ذلك وادْعُ إلى السُّنَّة حتَّى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونون أئمة بعدك، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء في الأثر.

 

فاعمل على بصيرة ونية وحسبة، فَيَرُدّ الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر، فتكون خلفًا من نبيك صلى الله عليه وسلم، فإنَّك لنْ تلقى الله بعمل يشبهه، وإيَّاكَ أنْ يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب، فإنه جاء في الأثر :"مَنْ مشى إلى إلى صاحب بدعة، مشى في هدم الإسلام، وجاء: ما مِنْ إله يُعْبَدُ من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى .

 

وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع، الله لا يقبل منهم صرفاً ولاعدلاً ولا فريضة ولاتطوعاً ، وَكُلما ازدادوا اجتهاداً وصوماً وصلاة ، ازدادوا من الله بُعْداً، فارفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم، كما أبعدهم الله، وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده". انتهى كلام أسد _رحمه الله تعالى _.

 

قال الإمام  المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - بعدما نقل هذا الأثر :

"واعلم - رحمك الله - أنَّ كلامه وما يأتي من كلام أمثاله من السلف في مُعَاَدَاة أهل البدع والضلالة في ضلالة لا تُخْرِج عن الملة، لكنهم شَدَّدُوا في ذلك، وَحَذَّرُوا منه لأمرين:                  

الأول: غلظة البدعة في الدِّينِ في نفسها، فهي عندهم أَجَلُّ من الكبائر، ويعاملون أهلها أغلظ ممَّا يُعَامِلُون به أهل الكبائر، كما تجد في قلوب الناس أنَّ الرَّافِضي عندهم _ ولو كان عالماَ عابداَ_ أبغض وأَشَدُّ ذنباً من السُّنِّي المجاهر بالكبائر .

 

الثاني :أنَّ البدع تَجُرُ إلى الرِّدَّة الصريحة كما وُجِدَ من كثير من أهل البدع، فمثال البدعة التي شَدَّدُوا فيها مثل تَشْدِيد النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ عَبَدَ الله عند قبر رَجُل صالح خوفاً مما وقع من الشرك الصريح الذي يصبر به المسلم مرتدَّا، فَمَنْ فهم هذا، فهم الفَرْقَ بين البدع وبين ما نحن فيه من الكلام في الرِّدَّة ومُجَاهَدَة أهلها،أو النَّفَاق الأكبر ومُجَاهَدَة أهله، وهذا هو الذي نَزَلَتْ فيه الآيات المحكمات مثل قوله تعالى: (( يَاأَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِيِنهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحُّبِهُمْ وَيحِبُّونَهُ) الآية [المائدة:54].

وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )الآية[التوبة:73].

 

من: ( مجموع فتوى ورسائل
شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة )
( المجلد السادس ، صفحة 217 )

  



([1]) تنبه - أخي في الله - إلى أنه جعل ذكر معائب أهل البدع والطعن عليهم وكثرة ذكر ذلك من الإنصاف للناس ، ولم يجعل الإنصاف ذكر الحسنات إلى جانب السيئات كما يقوله أهل منهج الموازنات ، ألا ساء ما يحكمون .