الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلالتصنيفات الرئيسيةملفات خاصة الصوتياتالمكتبة المقرؤةالإرهابالإرجاءراسلنادخول

التكفير بين أهل السُّنة وسيد قطب

التصوف من صور الجاهلية

!! التفسير السياسي للإسلام

وانتصرت الخُمينية على لبنان
قذائف الحق
فلمَّا أدركه الغرق

التحذير من كتب أهل البدع
غلاة التكفير ودعاة التفجير
العمل الجماعي التنظيمي
ضوابط في الرمي بالبدعة
هل هذا من السلفية؟!
سؤالات إلى جماعة الإخوان المسلمين
اتقوا الله في مصر
خارجون وخوارج
الأصول اليهودية في العقيدة الرافضية
فتنة التكفير والتفجير
حصوننا مهددة من داخلها
اتقوا حرمة المسلمين
دعاة على أبواب جهنم
نظرات في منهج جماعة الإخوان المسلمين
شعار الفاتيكان .. النجاسة من الإيمان !!

هكذا ضيّعوا الأوطان

حكم الرد على المخالف
موطن النزاع في حرب لبنان
حكم الرد على أهل البدع
الرد على من قال بالجهر بالدعاء للميت عند القبر
حقيقة البهـائيـة
نقض الإرجاء
خطبة عيد الأضحى لعام 1430هـ .. دعوها فإنها مُنْتِنَة

إخترنا لكم

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

التحذير من الإرهاب وأهله
حقيقة أسامة بن لادن
السلفية والفرق المعاصرة
ملف خاص بسيد قطب
أحكام القضايا المعاصرة
كشف حال على الجفري
مواقع صديقة

الأحزاب الإسلامية فرقت الدين وجعلت المسلمين شيعاً

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

     تعليقاً على الضحيان: شعارات الحركات الإسلامية مزقت الأمة وضيعت شبابها:

     قرأت كلمة لسليمان الضحيان في العدد (422) الصادر بتاريخ 10/9/1422هـ بعنوان (الحركات الإسلامية والفشل السياسي) ملخصها أن هذه الحركات والأحزاب بدءا بجماعة الإخوان المسلمين وانتهاء بتنظيم القاعدة جعلت من هذه الأمة حقل تجارب للوصول إلى السلطة باسم الإسلام، فهي تبدأ ضعيفة متسترة حتى إذا التف حولها عدد من الشباب المندفع تسوقه العاطفة والحماس سعت بتهور لتغيير المجتمع، سلاحها فهمها للحاكمية والجاهلية والجهاد، ثم ما تلبث أن تخرج من المعركة مثخنة بالجراح مخلفة وراءها أعدادا من الشباب بين قتيل وأسير وطريد، كل ذلك في سبيل أحلام وشعارات يلوح بها قادة التنظيم وهكذا دواليك تستمر المأساة وتنتقل التجربة الكارثية من بلد مسلم إلى آخر، وهو يعزو هذه الحالة المرضية المستعصية للفقر المدقع في الفقه السياسي، وإني لأوافقه كل الموافقة في المقدمة ولكنني أختلف معه في تشخيصه لسبب المرض والعلاج، فأصل المرض: الفقر المدقع في التفقه الشرعي وعلاجه: أن يكون الفقهاء في الدين (على مستوى الأزمة) فتنطلق أصواتهم علانية أمام الملأ لبيان شرع الله ودينه الحق وبالتالي إيقاف هذا التخبط.

     وقد رد عليه في العدد الصادر بتاريخ 2/11/1422هـ أحد ممثلي هذه الأحزاب وهو منير الغضبان بعنوان (الحركات الإسلامية المعتدلة لم تكفِّر أحدا).

     ويهمني بيان الحق في هذا الأمر ويرد منير بأنه (لم يسمع حتى هذه اللحظة عن عالم أو مسؤول في الحركات الإسلامية المعتدلة أنه قام بتكفير فرد أو مجموعة من أبناء هذه الأمة ينتمون للإسلام)، وذكر من أئمتهم المعتدلين (المودودي وسيد قطب ومحمد قطب) فتبين أنه إنما يدافع عن حزب الإخوان الذي ينتمي إليه بأسمائه الصريحة والمتسترة مثل (الجماعة الإسلامية) و(حماس) وغيرها.

     والمودودي قال لأحد كبار دعاة التوحيد والسنة من بلاد ودولة الدعوة إلى التوحيد والسنة: (عليكم محاربة شرك القبور وعلينا محاربة شرك القصور) عندما سأله: لماذا لا يهتمون بالدعوة إلى إفراد الله بالعبادة التي أرسل الله بها كل رسله؟ فهو مثلهم يقيم حركته على تكفير الحكام.

     وسيّد قطب يكفر بكل وضوح وصراحة جميع المسلمين حكوماتهم وشعوبهم بمن فيهم (أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله)، (ولو توجهوا إلى الله في ألوهيته وحده ودانوا لشرع الله في الوضوء والصلاة والصوم وسائر الشعائر)، وجعل من أسباب حكمه المخالف لشرع الله ولجميع فقهاء الأمة المعتد بهم اتباع البشر في الأخلاق والتقاليد والعادات والأزياء (العدالة الاجتماعية بعد تعديلها ومعالم في الطريق).

     وادعى أن الله يرشد (عصبته المسلمة) إلى اعتزال معابد الجاهلية، (أي مساجد المسلمين) واتخاذ بيوتهم مساجد تحس فيها بالانعزال عن المتجمع الجاهلي (جماعة المسلمين).

     وفي العدالة الاجتماعية وصف مساجد المسلمين بأنها مساجد الضرار يرفع عليها أصحاب العمائم راية الإسلام.

     وفي ظلال القرآن قال: (إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقديا وشعوريا ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعورا كاملا بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية) (إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي).

     ولم ير من الحاكمية التي يجعلها هو والمودودي وأتباعهما (أهم مبادئ الإسلام) صرف العبادة (شعائر الإسلام) لغير الله من ذبح ونذر وطلب مدد، فلم يصرف لها اهتماما يذكر بل أي اهتمام في معرض تكفيره للرعاة والرعية المسلمين بل قال عن عباد الأصنام: (ما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة، ولا كان إسلام من أسلم منهم متمثلا في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام).

     أمّا محمّد قطب فهو الذي يقوم على طباعة كتب أخيه التي نقلت منها هذه النصوص ويصفها بالطبعة الشرعية بعد موت أخيه بعشرات السنين.

     وقد أكد أيمن الظواهري في الحلقة الثالثة من مذكراته المنشورة في صحيفة الشرق الأوسط شهر رمضان 1422هـ أن كتب سيد قطب هي دستوره وأتباعه.

     يتساءل منير: (ما هي الأحزاب الفكرية والعقائدية التي وصلت إلى السلطة في وطننا العربي والإسلامي لنرى بها البديل عن الحركات الإسلامية؟) والجواب أمامه منذ أن استوطن بلاد التوحيد والسنة لو نظر بعين الحق والعدل واستعمل ميزان الوحي.

     تعدد الأحزاب الدينية مخالف لشرع الله في كتابه وسنة رسوله، قال الله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}.

     وهذه البلاد أسست من أول يوم على الدعوة إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة ونشرت العلم الشرعي بأن طبعت لأول مرة في تاريخ الإسلام أمهات الكتب في مختلف العلوم الشرعية، وحكمت شرع الله في الاعتقاد والعبادات والمعاملات وجاهدت في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا.

     وميزها الله منذ البداية على الجماعات والأحزاب التي سبقتها أو لحقتها فنبذت التحزب والتعصب، ولم تنعزل عن جماعة المسلمين باسم ولا لقب ولا منهج ولا بيعة إلا ما ارتضاه الله واختاره لعباده من اسم (المسلمين) ومنهج (الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح في القرون المفضلة) وبيعة (ولي أمر المسلمين).

     مدح منير حزبه بأنه حاز (قصب السبق في مؤسسات) البلاد الحرة.

     وهذا هو الواقع ولكنه ـ للأسف ـ واقع لا يوحي بالثقة في هذا الحزب ولا في الأحزاب ولا الأفراد الذين تربوا على فكره، فهم يسخرون من المؤسسات الخاصة والعامة لجمع الشباب ـ بخاصة ـ على منهاجهم وقادتهم، سواء في ذلك مؤسسات الدعوة والإغاثة أو التربية والتعليم والإعلام وأخص منها بالذكر المساجد والمراكز الدينية ودور تحفيظ القرآن وجمعيات التوعية في المدارس والرحلات المدرسية والمراكز الصيفية.

     ويقول الظواهري في مذكراته (عدد الشرق الأوسط 8406): (إن تركيبة الإخوان المسلمين عجيبة فالقيادة الظاهرة كان يمثلها المرشد العام أمام الناس والنظام، أما القيادة الحقيقية فقد كانت في يد مجموعة النظام الخاص) والذي لم يقله أن لهم أكثر من وجه يظهرون به أمام الأنظمة المختلفة كل بما يناسبه ليضمنوا بقاء الحزب حتى تحين ساعة الصفر.

جريدة الوطن، العدد (827)