الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلالتصنيفات الرئيسيةملفات خاصة الصوتياتالمكتبة المقرؤةالإرهابالإرجاءراسلنادخول

التكفير بين أهل السُّنة وسيد قطب

التصوف من صور الجاهلية

!! التفسير السياسي للإسلام

وانتصرت الخُمينية على لبنان
قذائف الحق
فلمَّا أدركه الغرق

التحذير من كتب أهل البدع
غلاة التكفير ودعاة التفجير
العمل الجماعي التنظيمي
ضوابط في الرمي بالبدعة
هل هذا من السلفية؟!
سؤالات إلى جماعة الإخوان المسلمين
اتقوا الله في مصر
خارجون وخوارج
الأصول اليهودية في العقيدة الرافضية
فتنة التكفير والتفجير
حصوننا مهددة من داخلها
اتقوا حرمة المسلمين
دعاة على أبواب جهنم
نظرات في منهج جماعة الإخوان المسلمين
شعار الفاتيكان .. النجاسة من الإيمان !!

هكذا ضيّعوا الأوطان

حكم الرد على المخالف
موطن النزاع في حرب لبنان
حكم الرد على أهل البدع
الرد على من قال بالجهر بالدعاء للميت عند القبر
حقيقة البهـائيـة
نقض الإرجاء
خطبة عيد الأضحى لعام 1430هـ .. دعوها فإنها مُنْتِنَة

إخترنا لكم

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

التحذير من الإرهاب وأهله
حقيقة أسامة بن لادن
السلفية والفرق المعاصرة
ملف خاص بسيد قطب
أحكام القضايا المعاصرة
كشف حال على الجفري
مواقع صديقة

 (( براءة أهل السنة والإيمان ))
 

مما في محاضرة : (( حوار في الساحة الإسلامية لطارق السويدان )) .

 

بقلم

                  عبدالله بن المبارك

1422هـ

  
 

                                بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله  إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم  ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }.

أما بعد :

فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد"صلى الله عليه وسلم "وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .

فإن مما يعجب منه المسلم كثيراً ظهور شذاذ ينادون بين الفينة والأخرى بالتقريب بين أهل الحق أهل السنة وبين أهل الباطل أهل الرفض والتشيع .

 وهؤلاء قد خرجوا من بيننا ناكثين العهود متعدين الحدود التي حدها الله جل وعلا في معاداة أهل الباطل ومنافرتهم ومجاهدتهم بالحق ، ناصرين للبدع والمبتدعة ، طاعنين في أهل السنة ، مناوئين لحزب الله الموحدين ولقد بلغت الجرأة ببعضهم إلى تكذيب أهل السنة ، والكذب عليهم ، ونصرة أهل الرفض واتخاذهم إخواناً وأصحاباً ، ومن هؤلاء الدكتور: طارق بن محمد السويدان .

حيث جهر بالباطل دون حياء في شريطه المعنون بـ( الحوار في الساحة الإسلامية ) .

وهذا الشريط عبارة عن محاضرة ألقاها بين يدي الشيعة الرافضة بدعوة منهم كما صرح بذلك في أولها .

وللدكتور: طارق في مداهنته أهل الرفض سلف .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في منهاج السنة(4/98):عن سبط ابن الجوزي"وكان يصنف بحسب مقاصد الناس يصنف للشيعة ما يناسبهم ليعوضوه بذلك،ويصنف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك لينال بذلك أغراضه فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له : ما مذهبك ؟ قال : في أي مدينة ؟!! ولهذا يوجد في بعض كتبه ثلب الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم"ا.هـ كلامه رحمه الله.

فما أشبه الليلة بالبارحة. فطارق السويدان يداهن أهل الرفض بتجويزه لهم سب أبي هريرة رضي الله عنه  في دورهم ، زاعماً بأنهم يظهرون حب آل البيت أكثر من أهل السنة ، وأن أهل السنة مقصرون في ذلك ، كما أنه داهنهم بنفي قولهم بتحريف القرآن ، مكذباً  لأهل السنة في ذلك ، إلى غير ذلك من مداهناته وأباطيله كما ستقرأها إن شاء الله .

ومن المهم قبل بيان ما وقع فيه من الزلل إيضاح مراده بالحوار ومقوماته فقد أطلق الحوار كما في عنوان المحاضرة وأراد به التقريب بين أهل السنة أهل الحق وبين أهل الرفض أهل الباطل من غير أن ينصح أهل الرفض كي يتركوا باطلهم وما هم عليه من الضلال .

فقد قال ما نصه :"في هذا الحوار يجب أن نكسر القطيعة ،كسر القطيعة شيء والوحدة شيء آخر مو شرط نتفق مو شرط نصل إلى أن أنا أترك مذهبي وإلا أنت تترك مذهبك ما هو بالضرورة لكن على الأقل يعني نسولف مع بعضنا نتحاور شوي مع بعض نجلس مع بعض بدون حرج بدون توتر بدون تشنج واحترمك وتحترمني وأحترم رأيك وتحترم رأيي ..."

وقال أيضاً :" كيف يتم حوار بهذه الصورة فبدون تجريح وبدون تجهم وبدون إلقاء التهم ...الخ كلامه .

فهذا مراده بالحوار ولذا أتى إلى الرافضة فطبق عملياً معنى الحوار، فجالسهم ، وخالطهم ، وضاحكهم ، وآنسهم ، وأحترم آراءهم ، ودافع عنهم .

قيل للأوزاعي –رحمه الله- : إن رجلاً يقول : أنا أجالس أهل السنة وأجالس أهل البدع .

فقال : هذا رجل يريد أن يسوي بين الحق والباطل " الإبانة (2/456).

والدكتور عندما دخل في هذا المزلق الخطر لم يكن عالماً عادلاً بل كان جاهلاً ظالماً جائراً ، ظلم أهل السنة ، وأتهمهم بما ليس فيهم كما سيأتي تفصيله إن شاء الله .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله- في الجواب  الصحيح لمن بدل دين المسيح  (1/107-108) " ولما كان اتباع الأنبياء هم أهل العلم والعدل كان كلام أهل الإسلام والسنة بالعلم والعدل لا بالظن والهوى وما تهوى الأنفس " ثم ذكر رحمه الله قول النبي صلى الله عليه وسلم{ قاضيان في النار وقاض في الجنة} ثم قال :" فإذا كان من يقضي بين الناس في الأموال والدماء والأعراض-إذا لم يكن عالماً عادلاً- كان في النار فكيف بمن يحكم في الملل والأديان وأصول الإيمان والمعارف الإلهية والمعالم الكلية بلا علم ولا عدل كحال أهل البدع والأهواء..." ا.هـ كلامه رحمه الله .

فكم ظلم السويدان نفسه بنسبة أمور إلى أهل السنة هم منها براء ؟

وكم ظلم نفسه بغض الطرف عن طوام الرافضة وزندقتهم والدفاع عنهم ونصرهم على أهل الإسلام والسنة ؟

وقد تكلم في هذه المسائل وبينها برأيه- وهو ظالم لنفسه- من غير رجوع إلى كلام الله ولا إلى كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا إلى كلام السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم بحق .

قال ابن أبي العز الحنفي –رحمه الله- في شرح الطحاوية ص212 "ومن يتكلم برأيه وما يظنه في دين الله ولم يتلق ذلك من الكتاب فهو مأثوم وإن أصاب..."

قلت : كيف بمن كذب وتعدى وظلم أهل السنة والجماعة ظلماً عظيماً .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله- في الجواب الصحيح (3/72-73) "فإن الظالم باغ معتد مستحق للعقوبة فيجوز أن يقابل بما يستحقه من العقوبة لايجب الاقتصار معه على التي هي أحسن بخلاف من لم يظلم فإنه لا يجادل إلا بالتي هي أحسن ...والظالم يكون ظالماً بترك ما تبين له من الحق وإتباع ما تبين له أنه باطل والكلام بلا علم فإذا ظهرله الحق فَعَند عنه كان ظالماً "ا.هـ

ومن أعظم الظلم أن ينسب لأهل الإسلام والسنة ما ليس فيهم ، ويغض الطرف عن زندقة وكفر وضلال أهل الرفض مع علمه بحالهم وضلالهم . فمحاضرته هذه صدت الناس عن سبيل الله وهوت بالعباد في أحضان المبتدعة الضلال ، والمجرمين الأشرار .

وهذه حال من لم يأخذ بما في الكتاب والسنة و ما كان عليه السلف الصالح .

وإنما جاء بزخرف من القول وباطل من الكلام .

قال الأوزاعي كما في الشريعة للأجري ص63 " عليك بآثار السلف وإن رفضك الناس وإياك وأراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول "

والدكتور من جماعة الإخوان المسلمين والمعلوم عن قادة هذه الجماعة أنهم أئمة الدعاة إلى التقريب بين السنة والرافضة ، وعلى رأسهم حسن البنا ومحمد الغزالي وزينب الغزالي وعمر التلمساني وعبد الكريم زيدان ومصطفى السباعي والبهنساوي والجبري وسعيد حوى والمودودي والندوي والغنوشي وعز الدين إبراهيم وغيرهم كثير ، وقد استضاف حسن البنا إمام الإخوان المسلمين في العالم المدعو محمد القمي – الرافضي - في مصر وقابل مرجعهم الأكبر آية الله الكاشاني في حج عام 1948هـ بغية السعي في التقريب بين أهل السنة والرافضة .

قال سالم البهنساوي في كتابه السنة المفترى عليها ص57 " منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي ساهم فيه الإمـام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخـوان المسلمين والشيعة "ا.هـ .

قلت : ومازال هذا التعاون قائماً عند الأتباع من الإخوان كطارق السويدان ومن نحى منحاه  وسلك سبيله .

قال عبد المتعال الجبري في كتابه حوار مع الشيعة حول الخلفاء الراشدين وبني أمية ص10 "ولهذا كانت دور الإخوان المسلمين ومراكزهم مفتوحة لكل أصحاب المذاهب وما يسمى بالفرق ، الكل يعمل للإسلام المضيع والحرية المسلوبة من المسلمين الإباضي  – أي الخارجي – والزيدي والسني وغيرهم ..." إلى أن قال :" و شعارهم نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ومن ثم فقد كانت مواضع الخلاف لا تثار بحال . فكل أخ يحرص على مشاعر أخيه وفي المتفق عليه من التكاليف والمعتقدات والتصورات الإسلامية ما يسمح للجميع بالكثير من اللقاءات والتعاون في كثير من المجالات . إن نعمة الإسلام التي ينعم بها كل من أهل السنة والشيعة والخوارج والأباضية ....."الخ كلامه .

وقالت زينب الغزالي " ولي أنا شخصياً تجربة في هذه المسألة فقبل عام 1958م  كانت هناك جماعة التقريب بين المذاهب والتي كان يشرف عليها الشيخ محمود شلتوت – أي شيخ الأزهر في عصره- والشيخ القمي – أي الرافضي – وقد شاركت في عمل تلك الجماعة وبمباركة الإمام الشهيد حسن البنا الذي كان يرى أن المسلمين سنة وشيعة أمة واحدة وأن الخلاف المذهبي لا يفرق وحدة الأمة وكان كل الإخوان متعاونين مع هذه الجماعة ... "ا.هـ انظر الأجوبة السديدة ص87 .

فهذه الأقوال وغيرها كثير قد أظهرت بجلاء أن دعوة كبار قادة الإخوان المسلمين إنما هي دعوة التقريب بين السنة والرافضة والتي أسستها الروافض ، بل بلغ الأمر بهم إلى أن أصدر شيخ الأزهر محمود شلتوت فتوى بجواز التعبد بالمذهب الجعفري الرافضي " كما في كتاب مسألة التقريب للقفاري(2/182) .

وهذا يضطرني إلى سرد سريع لبعض أصول جماعة الإخوان المسلمين في هذه المسألة وغيرها لدفع ريب المرتاب ، فمن ذلك :

أولاً:-أنها دعوة صوفية حصــافية ، فإن مؤسسـها حسن البنا كان صوفياً حصافياً .

جاء في مــذكرات الدعوة والداعية ص27:" وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواضبت على الحضرة في مسجد التوبة كل ليلة" .

وقد وصل به الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم أن وصفه بصفات الرب تبارك وتعالى من غفران الذنوب والعفو عن السيئات فقد كان ينشد في الموالد كما نقله جابر رزق في كتابه حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه ص 71-72 :

هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا    ***    وسامح الكل فيما قد مضى وجرى

في أبيات فيها من الغلو والإطراء المحرم ما يرفعون به النبي صل الله عليه وسلم إلى مرتبة الألوهية .

ثانياً:- أنها جماعة قائمه على البدع كالاحتفال بالموالد وبالهجره النبوية وبليلة الإسراء والمعراج ، وقد وصل بهم الغلو في الاحتفالات إلى الاحتفال بمقدم نواب صفوي الرافضي كما في ذكريات لامذكرات ص"131 "للتلمساني مرشد الإخوان المسلمين .

ثالثاً:- أن إمامهم الذي يقلدونه هو في صفات الله من المفوضة وهم أضل من المؤولة بسائر أصنافهم كما هو نص كلامه في رسالته العقائد .

رابعاً:- يرون التقريب بين أهل السنة والرافضة كما سلف وكفى بذلك ضلالاً مبيناً .

خامساً:- غلوهم في مسائل التقريب حتى قالوا بالتقريب بين أهل الإسلام وأهل الكتاب نصارى ويهود ويرون مصافاتهم ومصادقتهم وأن القرآن أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً .

قال حسن البنا كما في كتاب الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ (1/409-410)أمام لجنة التحقيق البريطانية الأمريكية " فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست خصومة دينية لأن القرآن حض على مصافاتهم ومصادقتهم والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا"ا. هـ.

وقال السباعي "فليس الإسلام ديناً معادياً للنصرانية بل هو معترف بها مقدس لها ..." إلى أن قال: " والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي " .

وقال القرضاوي في حديث نشر في جريدة الراية القطرية العدد(4696) "إننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة وإنما نقاتلهم من أجل الأرض ..." .

وقال الغزالي في كتابه-من هنا نعلم – ص150 " فإننا نحب أن نمد أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخي بين الأديان وتقرب بينها وتنزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق ".

وكلامهم في هذا الباب كثير لابركة فيه لمخالفته الكتاب والسنة وما تقرر لدى عامة الأمة وخاصتهم .

سادساً:- هي دعوة قائمة على الخروج على الحكام المسلمين بعد تكفيرهم ، وقد غلا بعض قادتهم فكفر عامة المسلمين أيضاً كسيد قطب في العدالة الاجتماعية وغيره من كتبه ونقله عنه القرضاوي في أولويات الحركة الإسلامية ص110 .

سابعاً:- موافقة بعض قادتهم الرافضة في النيل من أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم كسيد قطب فقد طعن في أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فقال في العدالة الاجتماعية ص206 " ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله ، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما " ويرى في ص 186 أن عثمان -رضي الله عنه – أدركته الخلافة وهو شيخ كبير ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام وضعفت إرادته عن الصد لكيد مروان وكيد بني أمية من ورائه ".الخ تلك الطعون الشديدة في الخليفة الراشد أمير المؤمنين عثمان فلم يراقب الله  فيه .

وأمير المؤمنين عثمان هو الذي تستحي منه ملائكة الرب جل وعلا بل يستحي منه سيد الخلق أجمعين ويقول فيه الصادق المصدوق {ما ضر عثمان ما صنع بعد اليوم } .

فهذه النصوص وغيرها لم تشفع لعثمان عند سيد .

كما طعن سيد في الصحابيين الجليلين معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص – رضي الله عنهما - في كتابه كتب وشخصيات ص242 حيث قال : " وحين يركن معاوية وزميله-أي عمروبن العاص – إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل ".

ويقول بعد ذلك في ص243 في معاوية : " فروح ميكيافلي التي سيطرت على معاوية قبل ميكيافلي بقرون " .

ويقول في الصحيفة نفسها :"لقد تكون رقعة الإسلام قد امتدت على يدي معاوية ومن جاء بعده ولكن روح الإسلام قد تقلصت وهزمت بل انطفأت " .

وكذا فعل محمد الغزالي في موقفه من عمرو بن العاص - رضي الله عنه -.

وها هو طارق السويدان يأتي فيجوز للروافض سب الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه في بيوتهم .

ثامناً:- يرون الاجتماع بين جميع الفرق المنتسبة  للإسلام من غير فرق بين سني وبدعي تطبيقاً لقاعداتهم المشهورة "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " .

قال عباس السيسي في قافلة الإخوان المسلمين (1/42) " فقد كانت الشعبة – أي شعبة الإخوان المسلمين – جامعة تؤلف بين طوائف المسلمين " وقال الجبري في كتابه حوار مع الشيعة حول الخلفاء الراشدين وبني أمية ص10 :  " ولهذا كانت دور الإخوان المسلمين ومراكزهم مفتوحة لكل أصحاب المذاهب وما يسمى بالفرق" إلى أن قال : " وشعارهم نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " .

وقد طبق طارق السويدان ما طبقه أسلافه من الإخوان المسلمين ، فهو سائر على أثرهم ومقتف لخطاهم حذو القذة بالقذة ، يوضح ذلك قوله : " وإذا نود نتحاور فيما نحن مختلفين عليه لن نتقدم خطوة واحدة فيما نحن متفقين عليه وهو حجمه كبير " .

وقوله أيضاً " نتعاون فيما نحن متفقين عليه " .

وهذه القاعدة الإخوانية البدعية كسر لمبدأ الولاء والبراء في الإسلام الذي هو أوثق عرى الإيمان فقد صح في المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل } وهي أيضاً تحطيم لمبدأ هجر المبتدع الأصل الأصيل في الإسلام وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله وهدم لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي امتازت به الأمة الإسلامية على سائر الأمم .

هذه بعض أصول جماعة الإخوان المسلمين والذين من دعاتهم في هذا العصر الدكتور طارق السويدان وقد زعم في محاضرته هذه مزاعم باطلة واتهم أهل السنة بما ليس فيهم؛ فمن تلك المزاعم والأباطيل :

     أن حجم الاتفاق بيننا أهل السنة وأهل الرفض كبير:

حيث قال في تقريره هذا الباطل : " وإذا نود نتحاور فيما نحن مختلفين عليه لن نتقدم خطوة واحدة فيما نحن متفقين عليه وهو حجمه كبير " و قال " وأعتقد أن نقاط الاتفاق كثيرة جداً " وقال " نحن نعتقد أن دائرة الاتفاق كبيرة " وقال " وأن حجم هذا الاتفاق كبير"ا.هـ

وهذه فرية عظيمة وكذبة فاضحة واضحة ، فالخلاف بيننا وبينهم في الله وفي كتاب الله وفي رسول الله وفي أصحاب رسول الله وهذا هو الدين كله .

      زعمه أن الخلاف بيننا وبين أهل الرفض في غير الأصول :

قال ما نصه : " الباب مفتوح للحوار والنقاش والجدل في أي شئ حتى في أعظم القضايا في قضية التوحيد التي هي أصل الدين وينبني عليها أمر الدين كله نحن مستعدين أن نتحاور ولذلك الله سبحانه يقول :{ قل إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أول العابدين } ما عندي إشكال إن استطعتم أن تثبتوا أن الله سبحانه وتعالى له ولد فأنا سأكون أول من يعبده ، فإذاً الحوار مفتوح حتى في قضية التوحيد فما بالك في قضايا أهون من هذه المسألة " .

فقوله : " فما با لك في قضايا أهون من هذه المسألة " أي مسألة التوحيد إذاً عنى بذلك أن خلافنا مع الروافض ليس في أصول الدين ولا في التوحيد .

ولإزالة اللبس عنك أخي القاريء ، ولبيان كذبه وضلاله فيما ادعاه أسوق لك على وجه الاختصار بعض عقائد الرافضة من كتبهم لتعلم هل خلافنا معهم في أصل الدين والتوحيد أو لا ؟.

فمن عقائدهم الباطلة :

1-القول بتحريف القرآن الكريم وهذه عقيدة مستفيضة عـند الرافضة قـال محمد بن محمد النعمـان الملقب بالمفيد – وهو من مؤسسي مذهب الروافض في أوائـل كتـابه المـقالات : " واتـفقوا – أي الإمـامية الروافـض – أن أئمة الضلال – قصـد عدو الله  الصحابة – خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل " .

وقال نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/357 ) " الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة تصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادةً وإعراباً " .

أقول : لقد نقل كثير من علمائهم إجماعهم على ذلك ، وسيأتي مزيد نقل لكلامهم في مسألة إنكار السويدان القول بتحريف القرآن عند الرافضة إن شاء الله .

2-ومن عقائدهم الباطلة القول على الله بالبداء:

ويقصدون بذلك أن الله – تعالى عن قولهم – جهل ثم علم فلم يكن يعلم الأمر – بزعمهم الباطل – ثم بدأ له وعلمه بعد أن لم يكن عالماً به .

روى الكليني في كتابه الكافي عن بعض أئمتهم قوله : " ما عبد الله بشيء  مثل البداء " .

وهذه العقيدة الخبيثة وهي القول على الله  بالبداء محل إجماع عندهم كما نقله المفيد في أوائل المقالات ص48-49 .

3- ومن عقائدهم الباطلة :

عدم احتجاجهم بالسنة النبوية إلا من طريق رواتهم الكذبة وشيوخهم الفجرة –ناسبين ذلك إلى أئمة أهل البيت وهم منها براء - وهم لا يشترطون اتصال السند وغيره من شروط الصحة المعتبرة عند أهل السنة والجماعة أهل الصدق والعدالة والضبط والتثبت .قال بعض علمائهم : " إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -كما هو الحال عند أهل السنة " ا.هـ كلامه

قلت : لذا كان الكذب عندهم على الله وعلى رسول الله وعلى آل البيت أهون من كذب بعضهم على بعض ، وكذبهم هذا لا يحصيه إلا الله .

4- ومن معتقداتهم الضالة القول برجعة أئمتهم :

قال الموسوي في الشيعة والتصحيح ص141 في بيان  معنى الرجعة عند الشيعة : " تعني الرجعة في المذهب الشيعي أن أئمة الشيعة مبتدئاً بالإمام علي ومنتهياً بالحسن العسكري الذي هو الإمام الحادي عشر عند الشيعة الإمامية سيرجعون إلى هذه الدنيا ليحكموا المجتمع ... وأن كل واحد من الأئمة حسب التسلسل الموجود في إمامتهم سيحكم الأرض ردحاً من الزمن ثم يتوفى مرة أخرى" ا.هـ .

5- ومن عقائدهم المنحرفة :تكفير عامة الصحابة وسبهم إلا ثلاثة أوخمسة أو سبعة .

ويروون في ذلك أخباراً - مختلفة - في كتبهم العقدية المعتمدة عندهم ، كالكافي ورجال الكشي وغيرهما .

ففي الكافي عن أبي جعفر قال : " كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة .

فقلت : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود، وأبو ذر، وسلمان" .

وفي روضة الكافي (12/323) وكتاب مسألة التقريب للقفاري (1/366) " أن الشيخين -يعني أبا بكر و عمر-فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وقال إمامهم المفيد " واتفقت الإمامية والزيدية والخوارج على أن الناكثين والقاسطين من أهل البصرة والشام أجمعين كفار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين وأنهم بذلك في النار مخلدون " ا.هـ. وبنحو هذا الكلام الخبيث قال نعمة الله الجزائري .

وقال محمد باقر المجلسي - وهو أحد علمائهم الكبار- في كتابه حق اليقين " وعقيدتنا في التبرؤ أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة : أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع : عائشة، وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لايتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم" .

ويقول إمامهم الخميني في كشف الأسرار ص126 " إننا هنا لاشأن لنا بالشيخين – يعني أبا بكر وعمر – وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي - صلى الله عليه وسلم- وضد أولاده ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين " ا.هـ . كلامه .

وقد كذب عدو الله وعدو رسوله والمؤمنين ، وكلامهم في تكفير الصحابة وسبهم أشهر من أن يذكر.

6-  ومن عقائدهم الباطلة :

القول بخروج إمامهم الغائب من السرداب ، ويقولون : إنه المهدي ، ولهم فيه خرافات كثيرة منها :

أنه يتكلم في المهد – وبجميع اللغات – .

وأنه قرأ جميع الكتب المنزلة على الأنبياء في جلسة واحدة .

وأنه يأتي بكتاب جديد غير القرآن كما ذكر ذلك المجلسي .

وأنه يحرق أبا بكر وعمر كما في كتاب الرجعة للأحسائي ص128 .

وأنه يبيح دماء أهل السنة ويأخذ عليهم الجزية ممن لم يؤمن به كما في بحار الأنوار.

ويرون أن أبا بكر، وعمر، يخرجان كل موسم حج من قبريهما ويرجمان الجمرات ولايراهما إلا الإمام المعصوم فيرجمهما بالحجارة .

   وعلى الشيعة أن يقتدوا بالمعصوم فيرجمون الشيخين بالحجارة كما في كتاب الاختصاص لإمامهم المفيد ص270 –271.

فلا تعجب بعد هذا من حجهم مكة ورميهم الجمار فلمقصد مخصوص ، ويرى الخميني فيه أنه سيحقق ما عجز عن تحقيقه الأنبياء إلى غير ذلك من الخرافات والكفر الصراح .

 

 

 

ملف خاص بطارق السويدان          الصفحة التالية